أمسية شعرية

أمسية شعرية
أمسية شعرية
بسم الله الرحمن الرحيم
في ندوة : ( الوفاء ) الثقافية :
( الشاعر الدكتور أحمد بن عبدالله السالم في أمسية شعرية )
الرياض : محمد شلال الحناحنة

أقامت ندوة ( الوفاء ) الثقافية في الرياض في آخر لقاءاتها لهذا الفصل أمسية شعرية دافئة للشاعر الدكتور أحمد بن عبدالله السالم وكيل جامعة الإمام لشؤون الطالبات وذلك مساء الأربعاء 16 / 3 /1436 هـ , وقد أدار اللقاء الدكتور الأديب عبدالله العريني , وحضرها ثلة من الأدباء والمثقفين والإعلاميين وعدد من رواد الندوة وجمهورها .

تحية القدوم

بعد حمد الله , والصلاة على خير المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلـم , شكر الضيف الشاعر الكبير الدكتور أحمد بن عبدالله السالم عميد الندوة الشيخ أحمد محمد باجنيد وأبناءه لا سيما المهندس محمد على دعوتهم له في هذا اللقاء الطيب , وبدأ الأمسية باتبهال صادق عذب وبالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالشفاء العاجل قائلاً :ــ
يا إلهي وموئلي ويقيني يا ملاذ العباد في كل حين

ودعا الله بشفاء كل مريض , وبالشفاء لخادم الحرمين الشريفين ثم شدا قصيدته ( تحية القدوم ) :

لم يقدني إلى حماكم فضــــــــــول لا , ولا الفخر بالذي سأقول
أي قول يا صاغة الحرف يجدي ؟ ولكم في المقال كعب يطـول
نحن في منبر الأديب اجتمعنـــــــا نسمع القول تارة ونقـــــول

وتأتي قصيدته ( رمز التسامح ) في دفاعه عن الرسول صلى الله عليه وسلـم معبرة عن حبه له , وحبه لسنته وخلقه وسماحته وصفاته الحميده وهو إمام المرسلين المبعوث للناس كافة :

يا صفوة الخلق أنت الطاهر العلم فلن يضيرك ما خطوا وما رسموا
ولا يضيرك ما قالوا وما كتــــبوا أنت الإمــــــــام إذا ما تبعث الأمم
أرسلت للناس كل الناس قاطبـــة وكنت للأنبــــيــاء الختم إذ ختموا


وفي أمسية له في العاصمة الأردنية ( عمان ) يتحدث عن الواقع العربي , داعياً إلى تجاوزه بلغة جزلة , وأسلوب طلبي , لعلنا نستطيع أن نغير هذا الواقع المحزن أمام الانكسارات الكثيرة , والأحزان , والآلام التي حلت بأمتنا فيشدو لنا لن حزيناً متألما في قصيدة ( الواقع العربي ) :

أسرج حصانك إن العرب في نشب
واحبس خيالك واهجر دوحة الأدب
واقطع صلاتك بالماضي وعثرته
وافخــــر بما كنت لا تفخر بكان أبي
فإنها عثرة عن كل مكرمة
ومن تعزى بها لم يحظ بالغـــــــلب







تقسيمات القلب

ويتألق شاعرنا في إلقائه كثيراً الذي قوطع بتحيته أكثر من مرة من الجمهور , أما قصيدته ( القلب المقسم ) فكانت من أجمل قصائده المعبرة عن وجدانية وحميمية صادقة إذ يقول فيها :

ساحر في العقول ينفث سحره عبق في الفضاء ينثر عطره
ثم ينثال سارياً في عروقــــي فاجرحوني تلقوا شذاه ونثره
قلت يا أجمل النساء وداعـــــاً لست أعطي هواي كل طمرّه
ربعه للعيال والنصــــف مــــنه خص بالوالــــــدين مني مبره
ولأم العيال ربــــع فـــــــــؤادي فاسأليها من ربعها وهي حره







وفي شعره الاجتماعي نصغي لقصيدته المؤثرة ( على لسان أب عقه أبناؤه) باستهلال واستفهام موجع , فيرسم لنا معاناة هذا الأب المفجوع الذي عقه أبناؤه بعد أن رباهم وأطعمهم وأسقاهم حتى أصبحوا رجالاً ثم رموه إلى رعاية المسنين بكل جحود وقسوة :

ماذا أقول وقد ضاقت بي السبل
وعن حرارة بثي ضاقت الجمل ؟
أفنيت عمري في كد وفي نكد
حتى ينير خطى أولادي الأمل
وكم جلبت لهم حلو الطعام وكم
جردت رجلي من نعل لينتعلوا ؟
فما تنبهت إلا والضجــــيج علي
سمعي يجلجل والأولاد قد رحلوا
كل بدا كفه في كف زوجتــــــــه
وكف والده بالريح تغتـــــــــــسل
تفرقوا وصفيرالبوم يعــــــــــصف بي
وتحتي الرقش فيها الــسم يعـتمل
فضمني اليأس يدنيني ويبعدني
وهم تضـــــــمهم الأبــراج والـفلل
وإن شكوت لهم ضعفي وضيق يدي
قالوا: الرعاية دار كــــلها أمل






غزة وصرخة لم تصل

ولم تكن غزة الصمود , غزة الشموخ , وأمل الأمة العربية والإسلامية بعيدة عن هموم شاعرنا الكبير أحمد السالم فهو ابن الإسلام , وابن العروبة ...... فكيف لا يشعر بأحاسيسها ومصابها , وبطولتها أمام الغزو اليهودي الغادر , لذا نراه يبث أشجانه على لسانها :

هبوا فقد دعت الدواعـي واستهلكت كل المساعي
وتراقصت آمال مــــــــن رام الــــسلامة باقتلاعي
تبت يمين الــــــــــذل لــن أبقى عــلـى وضع الدفاع
لن يهتكوا عذريــتــــــي أبداً ولن يـــلــووا ذراعي







الحوارات

وأخيراً , جاءت الكثير من الحوارات والمداخلات الثرية على هذه الأمسية للشاعر الضيف الدكتور أحمد السالم , وقد بدأها المهندس محمد باجنيد بتقديم الشكر للشاعر وللحضور باسم أبيه عميد الندوة الشيخ أحمد باجنيد إذ عد هذه الأمسية نموذجاً مميزاً لعلاقة الأدب بالقيم .
وعبر الدكتور إبراهيم الشتوي عن سعادته لحضور هذه الندوة والاستماع للدكتور أحمد السالم الشاعر المعروف , ولعل شاعريته تبرز من خلال أداتين هما : كثرة القراء والمستميعين لشعره في كثير من المنابر , والثانية أنه نحوي بل عالم في النحو , ومع ذلك ما زال شاعراً متمكناً .
وتحدث الأستاذ حمد الصغير الذي قال : لقد عرفت الشاعر أحمد السالم منذ عقود وعرفته بالابتسامة التي لا تغادر وجهه , وتحس كأنك عرفته منذ زمن , والليلة أطربتنا , وذكرنا بشوقي والبوصيري معنى وإلقاء .
أما الشيخ محمد أحمد بافضل , فشكر عميد الندوة والشاعر أحمد السالم وقال : أنت أرحتنا بشعرك , ولم تثقل علينا , وأضاف بأن للأدب أثرًا كبيرًا في النفوس , والأدب فيه بعث للهمة , وبعث للروح إلى السمو , والإسلام كرم الشعراء المؤمنين الملتزمين , واقرؤوا إن شئتم أواخر سورة الشعراء إذ بينت صفات هؤلاء , ولا شك أن حياة القلوب هي بذكر الله , واختار بعض الأبيات المعبرة عن القيم والحكمة :

أبي الإسلام لا أب لي سواه
إذا افتخروا بقيس أو تميم
ثم شدا :
ومهما تكن عند امريء من خليفة
وإن خالها تخفى من الناس تعلم






وفي آخر مداخلته دعا للملك عبدالله بن عبدالعزيز بالشفاء العاجل , وكذلك للشيخ أحمد باجنيد وللحضور وجيمع المسلمين وشارك الأستاذ الشاعر المبدع سعود اليوسف بقصيدة بعنوان ( على لسان شهيد سوري ) لاقت استحسان الجمهور والحضور .
وفي الختام أثنى مدير اللقاء الأديب الدكتور عبدالله العريني على الشاعر الكبير أحمد بن عبدالله السالم , وعلى الإلقاء المميز , وهذا الانشاد هو جزء من هذه الفنية الراقية , وأنا أتقدم بالشكر والتقدير له باسم رواد ندوة ( الوفاء ) .


التصنيفات